لندن: «الشرق الأوسط» قلم جديد ذكي قد يغير الأسلوب الذي يمارس فيه الناس العمليات الكومبيوترية الجوالة، عن طريق تحويل طاقة المعالجة من الكومبيوتر ووضعها داخل القلم والورق. والقلم هو من صنع شركة «لايفسكرايب» Livescribe من «أوكلاند» في كاليفورنيا في الولايات المتحدة، ومصمم لتحويل الكلمات والرسوم التي يقوم صاحب القلم بخطها على الورق، إلى صيغة رقمية، قبل إعادتها إلى الحياة.
وطالما كان المستخدم، يكتب على ورق مطبوع بنمط خاص، فإن القلم الذكي يقوم بتحويل ما هو مكتوب إلى نص تفاعلي. ومثال على ذلك ان للقلم وظيفة تسجيلية تدعى «إعادة تشغيل ما في الورق» التي يمكنها تسجيل الصوت ووصل المقاطع الصوتية، بما يكتبه المستخدم. وفي وقت لاحق يمكن للمستخدم النقر بالقلم هذا على ما كتبه، بهدف الاستماع إلى الأصوات المصاحبة. وقال المدير التنفيذي لـ«لايفسركرايب» جيم مارغراف، في حديث لمجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا: «لقد شرعنا في تحويل عالم شاسع من المساحات المطبوعة على الورق، متاحا وقابلا للتشغيل».
قلم ذكي
إن القلم الذكي هذا، سيقود إلى تأسيس الوسائط المتعددة التي أساسها الورق، مثل بطاقات رجال الأعمال التفاعلية، فبطاقة مارغراف مثلا تتيح للذين تسلموها منه أثناء مقابلته لهم، إرسال رسالة الكترونية له عن طريق كتابة ملاحظة له على سطحها بواسطة القلم الذكي. كما ان بإمكان المستخدمين الوصول إلى قوة هذا القلم وقدراته عن طريق كتابة الأوامر على أي سطح مطبوع بمثل هذا النمط. ومثال على ذلك اذا رغب مستخدم القلم معرفة تعريف إحدى الكلمات بمقدوره كتابة «تعريف» أو «تحديد» متبوع بالكلمة هذه. وعن طريق استخدام المعلومات المخزنة بذاكرته، فإنه سيتعرف إلى الكلمة التي يكتبها المستخدم ويعرض تعريفها على شاشة صغيرة في جانب القلم. ويمكن استخدام النموذج ذاته من العملية لترجمة الكلمات، أو حل المسائل الرياضية.
«واذا رغبت في جعل القلم ذاته متفاعلا، ليقدم لك معلومات، فطالما كنت مستمرا في الكتابة على الورق، فإنه، أي القلم، يمكنه تفسير وتأويل ما تقوم به، وبالتالي إبلاغك شيئا حول ذلك» كما يقول مارغراف. «وهذا من شأنه فتح آفاق جديدة كلية حول التفاعل مع الورق، لكون القلم والورق يصبحان هما الكومبيوتر»! وتتوقف مميزات القلم على قدرته على تتبع موقعه على الورق في جميع الأوقات. وهذا يصبح ممكنا، كما عن طريق الورق. والورق هذا الذي يستخدمه القلم مطبوع عليه نقاط مجهريه دقيقة جدا، استنادا إلى أسلوب قامت بتطويره شركة سويدية تدعى «أونوتو». ونمط الورق هذا يوفر معلومات عن مواضع شبكية موضوعة على الورق بحجم أو مقياس صغير جدا. ويعرف القلم موضعه عن طريق التقاط صورة لما تحت رأس القلم، وبالتالي معالجتها عن طريق حسابات كومبيوترية لإنتاج أنماط من النقاط المهجرية الدقيقة. ووظيفة «إعادة تشغيل ما في الورق» على سبيل المثال تعمل عندئذ، لان القلم يقوم بربط نقاط محددة في المسلك الصوتي مع مواقع محددة في الصفحة المعينة، «فإذا طبعت النمط برمته، فإنه سيغطي أوروبا وآسيا بالأميال المربعة» كما يقول مارغراف، «لذلك عندما يذهب قلمك إلى الأسفل إلى جنوب ايطاليا مثلا في الزاوية الصغيرة، فانه يدرك بالضبط أين أنت موجود». وهذا يعني ان بمقدور المستخدم ربط المعلومات السمعية إلى مواضع معينة على دفتر الملاحظات من دون الخشية من فقدان إي وصلة لدى قلب الصفحة. ونظرا إلى حجم النمط هذا وإمكانات تمديده أكثر فأكثر فان مارغراف لا يخشى من نفاده.
ورق خاص
وسيجري بيع دفاتر من الورق هذا المطبوع بنمط خاص من قبل شركة «لايفسكرايب» بحيث يمكن للمستخدمين طباعة النمط على صفحات بيضاء عادية من الورق، مستخدمين طابعات خاصة محددة من ذوات النوعية العالية. ويقول مارغراف ان تقنية وضع النقاط التي قرأ عنها في إحدى المجلات هي التي ألهمت جهوده في ما يتعلق بالإعمال الكومبيوترية التي أساسها الورق. وكان قبل عمله في شركة «لايفسكرايب» قد عمل في «فلاي بينتوب كومبيوتر»، وهو منتوج للأطفال جرى تطويره من التطبيقات الأولى للتقنية.
وإضافة إلى نمط النقاط المهجرية الدقيقة فان القلم الذكي «لايفسكرايب» ينتفع من التقنيات الأخرى بما في ذلك نظام التسجيل السمعي الثلاثي الإبعاد. وقد صممت هذه التقنية كما يقول مارغراف لجعل وظيفة «إعادة تشغيل ما في الورق» أكثر فائدة في أحوال التسجيل التي هي اقل من عادية. فإذا وجد احد الطلاب من الذين يستخدمون القلم الذكي نفسه محشورا في آخر قاعة المحاضرات على سبيل المثال، حيث تكون غالبية التسجيلات ذات نوعية سيئة لا تؤهل الاستفادة منها، فان القلم هذا يستخدم لاقطتين لتسجيل الصوت بالطريقة السيئة التي يسمعها المستخدم، وهما اللتان تساعدانه في ما بعد على تصنيف الأصوات المختلفة مثلهما تماما مثل الاذنين اللتين تساعدان الأشخاص على تمييز مصدر الصوت.
ويقول رودني بروكس مدير مختبر العلوم الكومبيوترية والذكاء الصناعي في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا الذي عمل مستشارا للمنتج: إن الربط بين الكتابة والعمليات الكومبيوترية في القلم الذكي هي خطوة حقيقية للإمام. وهو في الوقت ذاته الذي يلاحظ فيه انه من سوء الحظ في انه يتوجب على المستخدم ان يكون له ورق وقلم خاصان، إلا انه متحمس جدا في ما يتعلق بهذه التقنية، إذ يقول «اذا ما استطعنا تحقيق انجاز سحري خاص بحيث لا نحتاج إلى ورق خاص، فان الأمر سيكون في غاية الروعة. لكن هذه خطوات كبيرة جدا حتى من دون تحقيق ذلك». وكانت شركات أخرى أنتجت سابقا مثل هذه المنتجات مستخدمة تقنية موضع النقاط، فشركة «لوغتيك» مثلا حصلت على ترخيص من «أنوتو» لإنتاج قلم رقمي يدعى «آي أو» Io . ويقول مارك اندرسون مدير تطوير الأعمال في «لوغتيك» ان «آي أو»: توظف تقنية هذا القلم لإتاحة المجال إمام المستخدمين لتسجيل ملاحظاتهم، وبالتالي رؤيتها كنص مطبوع على الكومبيوتر، وعلى التطبيقات الأخرى المشابهة. إلا انه وفي الوقت الحالي لا تملك تقنية «آي أو» إي وظائف متعددة الوسائط. وفي ما يتعدى هذه القدرات والإمكانات التي يملكها قلم «لايفسكرايب» الذكي في هذه المرحلة، فإن الشركة ستطلق عددا وأدوات يمكن للمطورين استخدامها لتشييد تطبيقاتهم الخاصة بالنسبة إلى هذا القلم. ويأمل مارغراف ان يصبح القلم منصة جديدة للعمليات الكومبيوترية بالنسبة إلى المستهلكين لتحل محل بعض المنتجات الجوالة الحالية. ويقول يروكس: إنه قادر على تصور قيام مثل هذا القلم بلعب مثل هذا الدور «لان الأشخاص يغيرون منصاتهم دائما». ومن المقرر إطلاق هذا القلم في الشهر الحالي.